دراسات وخطط .. كوادر وموارد .. رؤى وأهداف .. أعمال وتقييمات

منظومة خيرية متكاملة

التحول الإستراتيجي لإدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي

     إن عملية التخطيط بشكل عام هي أساس كل عمل مهما كان حجمه، أما عن الفكر الاستراتيجي فيمثل أهمية كبرى في نجاح أي مهمة سواء على المستوى الفردي، أو المؤسسي؛ لذا فإن التخطيط الاستراتيجي الجيد يساعد على تحقيق الأهداف ويسهم في تحويل التطلعات والرؤى إلى واقع ملموس، ويستشرف المستقبل بواقعية بناءة تستثمر الفرص، وتعالج العوائق، وتسعى للتغلب على التحديات، مع استغلال أمثل للموارد المادية والبشرية والمعنوية، وبالتالي فإن التخطيط الاستراتيجي تمارسه معظم المنظمات، سواء أكانت خدمية أم غيرها، ولكل منها سياستها وقضاياها.

     وفي هذا الإطار كانت أولى المحطات الفارقة في عمر إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي، حيث كانت حاجتها الملحة في التغيير والتجديد، ورغبتها في إحداث وتطبيق تطوير شامل في كيانها، حيث استلزم ذلك التوجه إلى وضع خطة استراتيجية شاملة تُعنى بالجوانب الإدارية والفنية والميدانية وفق رؤية وأسس عملية سليمة؛ وذلك استشعارًا منها لعظم الأمانة والدور المنوط بها في المجتمع وخاصة في ظل التغيرات المجتمعية العصرية، ولرغبتها في زيادة كفاءة العمل وتعزيز الأداء وتطويره، الأمر الذي حتم على إدارة الأوقاف التخطيط للتوسع في خدماتها وتنويع اختصاصاتها، والرفع من كفاءة أداء منسوبيها في الإطار الإداري والتنظيمي والإجرائي والتقني.

فمع بدايات عام 1430هـ تبنت إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي منهج التخطيط الاستراتيجي كمنهج إداري وتنفيذي لها، استشعاراً منها بأهميته وتبعاته وانعكاساته وثماره التي يجنيها في الحاضر والمستقبل، وفي هذه الأثناء بدأت عملية التحول الاستراتيجي لإدارة الأوقاف، وكانت أولى مراحلها أن تعيد النظر في دراسة واقعها ومنه بيئتها الداخلية وما يعتريها من قوة وضعف، وكذلك بيئتها الخارجية وما يواجهها من فرص وتهديدات، ومن ثم بدأت إدارة الأوقاف بوضع تصور مستقبلي لها صاغته في شكل رؤية جديدة تسعى جاهدة لبلوغها، وصياغة رسالة محددة تحدد هويتها وعملياتها وممارستها ومقومات بقائها ونموها، وبعد ذلك كله بدأت إدارة الأوقاف بوضع أهداف محددة وواقعية ومتوازنة تسعى للوصول إليها من خلال عدد من البرامج والأنشطة والأساليب الاستراتيجية عالية الجودة، 

فكرة الشعار ..

على إثر ذلك كله بدأت مرحلة إدارية جديدة لإدارة الأوقاف غيرت فيها هويتها وتوجهاتها، وغيرت كذلك من شعارها ليتناسب مع هويتها الجديدة ويمتزج فيه رؤيتها ورسالتها، وظهرت للجميع بحلة جديدة وفكر استراتيجي يجمع بين الخبرة والحداثة.

-         الشكل الخارجي: وهو الإطار الخارجي المنتهي بقاعدة عريضة: البوابة على شكل (قوس) ويرمز إلى المستقبل المشرق والترحاب، والمتامل لهذا الشكل يجد كأنه بناء عمارة أو بيت أو نافذة مسجد، وهذا يدل على الأوقاف المبنية على هيئة المباني والمساجد والعمارات.

-         القاعدة العريضة: ترمز إلى القواعد الثابتة والأسس والنظم المبنية عليها هذه الإدارة الخيرية، وبما تحمله من نظام إداري متميز.

-         إدخال اسم الموقف على القاعدة: لأنه المؤسس لهذه الإدارة، وواضع حجر الأساس لهذه الأوقاف العظيمة بفضل من الله وحده، وتمت كتابته باللغتين العربية والإنجليزية إشارة إلى أن أموال الموقف تشمل العربي والأعجمي من المسلمين.

-         المحراب الداخلي : يملك طابعاً إسلامياً لمجرد رؤيته ولونه الرملي الذهبي، فالأصل في مال الوقف هو فعل الخير بجميع طرقه، ويرمز إلى أن المال ركن هام لإقامة الدين والدنيا، وأموال الوقف تكون مهيئة لكل فعل خير ولكل باب من أبوابه سواءً كانت ملموسة أو مسموعة أو مقروءة.

-         الأوراق الخضراء: ترمز لوجود النخيل ضمن أوقاف الراجحي، وتحديد عددها بـ (6) أوراق، يرمز إلى أن أموال الوقف تخدم الدين بأكمله، فهي تخدم أركان الإسلام الخمسة: (الشهادتان – الصلاة – الزكاة – الصيام – الحج)، والورقة السادسة ترمز لـ (أخرى) : أي الأعمال الخيرية الأخرى.

-         إدخال اسم الموقف على القاعدة: لأنه المؤسس لهذه الإدارة، وواضع حجر الأساس لهذه الأوقاف العظيمة بفضل من الله وحده، وتمت كتابته باللغتين العربية والإنجليزية إشارة إلى أن أموال الموقف  تشمل العربي والأعجمي من المسلمين.

-         الجذع باللون باللون الرملي الذهبي : المتأمل فيه يجده عبارة عن جذع نخلة، ولكن أدمج في (3) أشياء: (جذع النخلة – وحرف الراء – و حرف r)، فنتج هذا الشكل الإنسيابي المختصر المناسب لهذه الثلاث أشياء في جذع واحد، إذ يرمز الحرفين (ر) و (r) لأول حرف من اسم الراجحي باللغتين العربية والإنجليزية.

     ولم يتوقف الأمر على ذلك فحسب وإنما بدأت أيضاً إدارة القطاع الخيري التابع لإدارة الأوقاف، في محاولة الدمج بين الفكر الاستراتيجي الجديد لإدارة الأوقاف وبين عملها الخيري، إذ سعت إلى تغيير نمط عملها وأسلوبها وبرامجها بالشكل الذي يتحقق معه رؤية ورسالة وأهداف إدارة الأوقاف، وطورت من بنيتها الداخلية بالشكل الذي يجعلها قادرة على الوفاء بما تبنته من فكر خيري جديد، وكان لها ما أرادت، حيث بدأت بالتركيز على برامج خيرية نوعية مبنية على خطط مدروسة ومقننة واضحة الرؤى والمعالم والأهداف، وهو الأمر الذي يمكن أن يتبين لأي جهة قد تتعامل مع إدارة الأعمال الخيرية بإدارة الأوقاف وهو حرصها على مرحلة التخطيط والدراسة الواقعية لبرامجها ووضع آليات ومنهجيات عمل واضحة ومحددة، فضلاً عن المؤسسية في الأداء والحرص على عمليات المتابعة والرقابة والتقويم، الأمر الذي انعكس بإيجابية شديدة على جودة مخرجات هذه المشروعات والبرامج الخيرية، ورضا غالبية المستفيدين منها ولله الحمد والمنه، وهو ما أعطى وأكسب العمل الخيري لإدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي ميزات عدة وجعل منه عملاً شاملاً متكاملاً يحتذى به في المؤسسية والتخطيط والتنفيذ والتأثير.

خلاصة القول ..

إن عملية التحول لإدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي لهي نقلة نوعية متطورة قائمة على مفاهيم التخطيط الاستراتيجي للعمل الخيري في المنظمات غير الربحية، وقد انعكس بشكل مباشر على عملها الخيري الذي تقدمه خدمة للأفراد والمجتمع، ولعل أبرز ما يميز العمل الخيري بإدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي في ظل هذه الحقبة الاستراتيجية الجديدة هو ما يظهر في الأهداف الجديدة التي وضعتها إدارة الأوقاف وتسعى لتطبيقها، والتي جاءت وفق الآتي:

1.تقديم العمل الخيري المبني على الدراسات الميدانية والمعلومات الدقيقة.

2.إعطاء الأولوية للبرامج الخيرية التي لها صفة الديمومة والاستمرار.

3.المبادرة بتنفيذ الأعمال الإغاثية الطارئة.

4.العناية بالأعمال الخيرية ذات القيمة النوعية للمستفيدين، والقيمة المضافة للمجتمع.

5.الاستمرار في الاهتمام بتطوير الموارد البشرية والأنظمة الإدارية ونظم المعلومات لرفع إنتاجية العمل وجود الخدمة للمستفيدين.

​

فالناظر لكافة هذه النقاط يتأكد له جلياً أن إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي أضحت تسعى وبفاعلية وبخطى متسارعة وبمعايير مقننة نحو هدف تقديم عمل خيري قائم على أعلى معايير الجودة والإتقان.